نتائج جديدة تثير الجدل حول عمليات انسداد الشرايين

أظهرت دراسة حديثة أجريت في أوروبا وكندا نتائج مثيرة تُشير إلى أن الكثير من المرضى الذين يعانون من انسداد في شرايين الرقبة قد لا يحتاجون إلى تدخّلات جراحية. بدلاً من ذلك، قد يكون التركيز على الأدوية وأساليب أخرى كافياً للوقاية من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.

في الولايات المتحدة وحدها، تُسجل أكثر من 100 ألف عملية سنوية لإزالة الانسداد في الشرايين السباتية، وهذا الرقم يُظهر حجم المشكلة. ومع ذلك، الدراسة أوضحت أن إزالة الجزء المسدود من الشريان قد لا تُقلل من مخاطر السكتات بنفس القدر المعروف سابقاً، بل وقد تُسهم في مخاطر إضافية.

علاج أكثر أمانًا ولماذا قد تكون الجراحة غير ضرورية؟

عوضاً عن الجراحة، يتلقى المرضى عادةً أدوية لتخفيف ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، مما يُعد أسلوباً فعالاً للوقاية. وقد أظهر البحث أن استخدام الأدوية قد يُقلل من خطر التعرض للسكتة الدماغية بأكثر من 75% في بعض الحالات.

المثير في هذه الدراسة أن النتائج لم تكن متوقعة، إذ لم يُلحظ أي تغيير ملحوظ في معدلات الإصابة بالسكتات الدماغية خلال العامين الماضيين، مما يقترح أن الجراحة قد لا تكون الخيار الأفضل في جميع الحالات.

تساؤلات الباحثين حول الحاجة إلى تدخلات جراحية

استهدفت الدراسة أكثر من 429 مريضاً، حيث أظهرت أن 50% من المرضى كانوا يعانون من انسداد بالشرايين السباتية. ومع ذلك، كان هناك احتمال ضئيل جداً (أقل من 20%) أن يتعرض هؤلاء المرضى لسكتة دماغية.

جميع المشاركين في الدراسة تلقوا الأدوية المعتادة، مما يفتح مجالاً واسعاً للتفكير في الحلول البديلة وتجنب تدخلات جراحية قد تكون غير ضرورية.

مستقبل العلاج: متى تحتاج إلى الجراحة؟

تتجه الدراسات الآن لتحليل مدى فعالية الأدوية والعوامل الأخرى على المدى الطويل. وأكد الباحثون أنهم سيستمرون في مراقبة المرضى لتحديد إذا ما كانت التدخلات الجراحية لازمة في المستقبل. فالتوجه الحالي يكمن في تقليل المخاطر مع الحفاظ على جودة حياة أفضل للمرضى.

الدكتور بول نيديركور، من مركز جامعة أمستردام الطبي، أكد على أهمية النتائج التي تُشير إلى أن الأدوية قد تكون فعالة بما يكفي لتقليل مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية، مما يُيحوّل الأنظار نحو طرق علاجية أقل تدخلاً. مما يُبرز أهمية التحليل الدقيق والتقليل من المخاطر الجراحية.