الترفيه

حين يصبح الألم إبداعًا.. سوسن شوربا التي حولت التمثيل إلى مقاومة

2025-03-27

مُؤَلِّف: خالد

لم يكن المرض مجرد محنة صحية في حياة الممثلة اللبنانية والناشطة سوسن شوربا، بل كان بوابة لعودة إلى كل ما أحبته. على الرغم من تجاربها القاسية مع مرض السرطان، الذي واجهته لمدة 15 عامًا وتعرضت فيه لأكثر من خمسة أنواع من السرطان، إلا أن شوربا تمكنت من تجاوز الألم وإنشاء مسارات جديدة للحياة. "أعود إلى كل شيء أعشقه"، تقول، مشيرة إلى جهودها في الكتابة والنشر، حيث كتبت العديد من الروايات مما أعطاها مساحة للتعبير عن نفسها وعما عانته.

شوربا، التي كانت تشارك في الأعمال المسرحية مثل "ريحانة العنب" و"كليوباترا" و"فولار"، استخدمت المسرح كوسيلة مقاومة، حيث لم يكن المرض في حياة سوسن مجرد محنة، بل أصبح مساحة جديدة للتعبير والإبداع. تشدد على أنها لا تريد أن يكون تصويرها كمرضية سرطان هو الاسم الوحيد الذي يتذكرها الناس به، بل ترغب في أن تُعرف بصوتها وأعمالها الفنية.

في حديثها مؤخراً عن تجربتها مع المرض في مسرحيتها "فولار"، وصفت كيف أن تلك المرحلة كانت نقطة تحول في حياتها، حيث مرت بلحظات من التعب والإرهاق لكن الأمل والحب للمسرح جعلها تتجاوز هذه الأوقات الصعبة. "كنت أشعر بطاقة جديدة عندما أكون على المسرح، وكان الأمر كفيلًا بأن يعيد لي أعنوستي في الحياة".

شوربا، التي تستخدم فنها كطريقة للتعبير عن معاناتها، اختارت المسرح كمنصة للحديث عن كل ما مرت به، وأكدت في العديد من اللقاءات أنها مصممة على عدم اختزال هويتها في كونها مصابة بالسرطان. بل على العكس، كانت تمثل لكل من خاضوا معاركهم مع المرض، معتبرة أن الحياة تستمر حتى في أصعب الظروف.

أحد أكثر الفصول تأثيرًا في مسيرتها هو ما حصل عندما فقدت شعرها، وهو ما جعلها تواجه ما اعتبرته تحديًا مزدوجًا، إضافة إلى معاناتها الصحية. على الرغم من هذه اللحظات من الضعف، كانت تجد الراحة في مواصلة العمل والتواصل مع الآخرين.

تطمح سوسن إلى ترك أثر دائم في عالم المسرح، وتجعل كل لحظة تمر بها تعكس واقع الحياة التي يواجهها الكثيرون. فهي تؤمن أن واجب الانسان هو الاستمرار في متابعة الشغف حتى في مواجهة أصعب التحديات، وهو ما جعلها تعود إلى خشبة المسرح بأكثر قوة وعزيمة لتحارب هذا الظلم الذي يعيش فيه كثيرون.