في مقابلة مثيرة مع بن تومسون من "ستراتيجر"، أشار سام ألتمن، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، إلى التحولات المهمة التي قد تشهدها صناعة البرمجة بسبب تطورات الذكاء الاصطناعي. توقع ألتمن، الذي يبلغ من العمر 39 عامًا، أن هذه التغيرات لن تحدث بين ليلة وضحاها، لكن الاتجاهات باتت واضحة. ذكر ألتمن: "سيتمكن كل مهندس برمجة من إنجاز الكثير لفترة طويلة، لكن في مرحلة ما، سنحتاج إلى عدد أقل منهم".

وأضاف: "نعتقد أن الكفاءة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ستصبح مهارة أساسية"، مشيرًا إلى أن هذا يشابه التحول الذي حدث في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما كان التركيز على أن يكون المبرمج ماهرًا.

وأكد ألتمن أن الذكاء الاصطناعي يكتب بالفعل ما لا يقل عن نصف الأكواد البرمجية في العديد من الشركات، ويتوقع أن تتجاوز هذه النسبة 50% في بعض الأحيان. وأشار أيضًا إلى أن الخطوة التالية ستكون "البرمجة الوكيلية"، وهي تقنية لم يتم تطبيقها بعد على نطاق واسع.

وعلى غرار تصريحات ألتمن، أشار داريوا أمدوي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبك، إلى أن الذكاء الاصطناعي سيتمكن قريبًا من كتابة جميع الأكواد البرمجية بسهولة. وتوقع مارك زوكربيرغ، مؤسس ميتا، في يناير الماضي، أن الذكاء الاصطناعي سينتج قريبًا جزءًا كبيرًا من الأكواد المستخدمة في تطبيقاتهم.

وقال ريد هيستينجر، مؤسس شركة زوه، إن هذه التوقعات ليست مفاجأة. وكتب في منشور على "X": "عندما يقول الناس إن الذكاء الاصطناعي سيكتب 90% من الأكواد، أؤيدهم بسهولة، لأن 90% مما يكتبه المبرمجون هو مجرد نماذج جاهزة".

ومع ذلك، أشاد هيستينجر بمؤلف كتاب "الرجل الأسطوري"، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يتفوق في التخلص من "التعقيد العرضي"، بينما يظل البشر يتعاملون مع "التعقيد الجوهري".

وفيما يتعلق بسرعة التغيير، أوضح ألتمن أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف لن يكون مفاجئًا، ولكنه سيحدث بشكل تدريجي مع مرور الوقت. وعلّق: "يتسرب التغيير عبر الاقتصاد ويأكل الأمور شيئًا فشيئًا، ثم يحدث بشكل أسرع وأسرع".

عندما تم سؤاله عن GPT-5، أجاب ألتمن بأن الشركة لا تزال تعمل على تطوير GPT-4.5، الذي تم إطلاقه قبل أسبوعين فقط. كما قدم نصائح قيمة لخريجي المدارس الثانوية، مشيرًا إلى أن إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي سيكون المهارة الأساسية في المستقبل، تمامًا كما كانت البرمجة في الماضي.

وأكد ألتمن أن المهارات التقنية ستظل مهمة، ولكن القدرة على التكيف والتعلم ستكون الصفات الأكثر قيمة للنجاح في المستقبل. في النهاية، يمكن القول إن العالم يتجه نحو مرحلة جديدة في مجالات التكنولوجيا والبرمجة، حيث ستلعب أدوات الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في تشكيل الأشكال المستقبلية لهذه الصناعات.