العالم

الحكومة السورية الجديدة: هل تلبية تطلعات جميع السوريين؟

2025-03-30

مُؤَلِّف: شيخة

تم الإعلان عن تشكيل الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية. هذه الحكومة تُعتبر الأولى منذ سقوط حكم بشار الأسد، ويتوقع أن تستمر خلال المرحلة الانتقالية التي من المؤمل أن تمتد لخمس سنوات.

أثناء الإعلان عن الحكومة في قصر الشعب بدمشق، أكد الشرع على أهمية بناء دولة قوية ومستقرة. حيث أعرب عن رغبته في تعزيز الديمقراطية والشفافية. جاء هذا الإعلان في وقت يسعى فيه الشعب السوري إلى تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية بعد سنوات من النزاع.

تضم الحكومة الجديدة 23 وزيرًا، بما في ذلك وزيرة واحدة، ويتمثل هدفها في تحقيق تمثيل شامل لمختلف المكونات العرقية والطائفية في سوريا. إلا أن المحللين يلاحظون أن معظم الحقائب السيادية قد تُركت لشخصيات مقربة من الشرع ومرتبطة بهيئة تحرير الشام.

من بين الأسماء الجديدة المعينة، هناك طاقم وزاري يشتمل على خمسة وزراء كانوا جزءًا من حكومة تصريف الأعمال السابقة، مما يعكس رغبة البعض بالاستمرار في السلطة. ويعاني الوطن من مشكلات عديدة تشمل الأزمات الاقتصادية والفقر المتزايد، حيث تشير التقديرات إلى أن 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر.

ووسط هذه الديناميكيات، جاءت انتقادات من قبل شخصيات كردية وسورية، تعبر عن عدم رضاها عن هيكلية الحكومة الجديدة، محذرة من أن هذا التشكيل قد يهمش الفئات المختلفة ويعيد إنتاج النظام القديم. في الوقت نفسه، تسعى الحكومة الحالية إلى معالجة الملفات الثقيلة مثل إعمار سوريا وتحسين البنى التحتية التي تضررت بشكل كبير خلال سنوات الحرب.

على الرغم من الآمال المعقودة على هذه الحكومة، فإنها تواجه تحديات كبيرة مثل العقوبات المفروضة من قبل الغرب، والمحاولات لبث روح التعاون بين المناطق المختلفة في سوريا. يُظهر الوضع القائم أن الحكومة المدعومة من القوى الخارجية قد تحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجية التعامل مع الأزمة السورية الشاملة.

ختامًا، يبقى التساؤل الأكبر: هل ستكون الحكومة الجديدة قادرة على تلبية تطلعات الشعب السوري وتعزيز السلام والرخاء في البلاد؟ الوقت فقط هو الذي سيثبت مدى قدرتها على التغلب على العقبات وإحداث تغيير حقيقي في حياة المواطنين.