تستمر الحرب التجارية العالمية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ضرب الأسواق المالية حول العالم، حيث شهدت هذه الأسواق تراجعاً كبيراً في بداية أسبوع التعاملات، مما أدى إلى محو نحو 10 تريليونات دولار من قيمتها. يأتي هذا بعد تهديد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات من الصين إلى 104% إذا لم تتراجع بكين عن موقفها.

في الوقت الذي تنهار فيه الأسواق الصينية، يُعزى تراجع الأسواق المالية إلى الرسوم الجمركية الجديدة التي فُرضت الأسبوع الماضي على السلع المستوردة من جميع دول العالم. وتعتبر أمريكا أنها تتجنب خسائر كبيرة تصل لمليارات الدولارات أسبوعياً بسبب هذه الرسوم.

كما أكد ترامب أن هناك دولاً أجنبية تدفع "الكثير من المال" لرفع الرسوم، التي وصفها بأنها "دواء" لعلاج ما أسماه بـ"سرقة ممتدة" من قبل الشركاء التجاريين.

ومع استمرار تصاعد التوترات التجارية، وصف مسؤولون صينيون الرسوم بأنها "تضر الاقتصاد العالمي"، مما أدى إلى مخاوف من تداعيات جسيمة على حجم التجارة العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت الأسواق المالية العالمية واحدة من أسوأ التراجعات منذ بداية أزمة فيروس كورونا، حيث تراجعت الأسهم العالمية بشكل حاد خلال فترة قصيرة، مما أثار موجة من القلق والخوف بين المستثمرين.

تجدر الإشارة إلى أن معظم المستثمرين كانوا يتوقعون انتعاشاً قريباً للأسواق بعد فترة طويلة من أزمة كورونا، ولكن الوضع الحالي ساهم في تعزيز حالة عدم اليقين والقلق.

مع تواصل ارتفاع معدلات الركود، تشير التوقعات إلى أن الأمريكيين عليهم الاستعداد لارتفاع أكبر في معدلات العجز التجاري، مما سيؤثر بسبب الرسوم الجمركية وأثرها المباشر على المستهلكين.

تتجه الأنظار الآن نحو الإجراءات التي ستتخذها الحكومة الأمريكية للتخفيف من آثار هذه الأزمة، بينما يمكن أن تشكل هذه الحرب التجارية فرصة تاريخية للدول الأخرى لاستقطاب المهارات الفائضة والخبرات من السياسات الأمريكية. هل ستكون هذه بداية أزمة اقتصادية كبرى؟