الترفيه

"لام شمسية... والمسكوت عنه"

2025-03-30

مُؤَلِّف: خالد

في عالم الدراما المصرية، يأتي مسلسل "لام شمسية لا قمرية" كمنارة تسلط الضوء على قضايا التحـرش بالطفولة، حيث يجسد قصة الأستاذ الجامعي الذي كان له دورًا مظلمًا في حياة ضحاياه. تأدية الممثل محمد شاهين لهذا الدور كانت متميزة وملفتة، حيث أظهر تفوقاً في العمل على تجسيد شخصية معقدة وتحمل عواقب قاسية.

المسلسل لا يسلط الضوء فقط على قضايا التحرش، بل يتطرق أيضًا إلى الآثار النفسية التي تواجه الأفراد والعائلات. يتحدث عن معاناة الأطفال الذين وقعوا ضحايا لهذا الفعل المشين، مع تسليط الضوء على الحاجة إلى مواجـهة هذه القضايا بكفاءة وجرأة قلما شهدتها الدراما العربية.

كما تعرض المسلسل لاستعادة القوى النفسية للضحايا وكيفية التعافي من الانتهاكات التي تعرضوا لها، مع التأكيد على أن التغاضي عن مثل هذه الظواهر الاجتماعية لا يعد حلاً. بل، يتوجب فتح أبواب النقاش حول المواقف الضارة وتهيئة المناخ المناسب للتصدي لها.

الكاتبة مريم نعوم، التي كتبت نص المسلسل، استندت إلى أبحاث ودراسات مختصة تناولت قضايا الأطفال والمشاكل النفسية المرتبطة بها. استخدمت منهجًا علميًا ومفصلاً لتشخيص الاضطرابات النفسية التي قد تنجم عن هذه التجارب. وفرت المهارة الكتابية للكاتبة خدمة حقيقية للدراما، مختلطة بين القصص الواقعية وواقع الحياة اليومية للعائلات.

ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الجرائم بحق الأطفال تعد من المسائل الأكثر حساسية والتي تستلزم معالجة بعمق وموضوعية. ولا يكفي عرض القضية فقط، بل يجب أن تقترن الجهود بكفاح جماعي من المجتمع لتعزيز الوعي والمشاركة في حماية الأطفال.

ما يميز "لام شمسية لا قمرية" هو الاعتراف بالجرائم والظواهر المجتمعية السلبية، وفي الوقت نفسه محاولة للتفاؤل واستشراف المآل الجيد بحياة الأطفال الذين عاشوا مأساة التحرش. يتطلب الوضع الحالي تكثيف الجهود في إنتاج مسلسلات تتناول قضايا الممنوعة والمسكوته عنها وفتح النقاش البديل الذي قد يؤدي في النهاية إلى التغيير الإيجابي.