
لماذا استُبعدت 3 دول كبرى من قائمة ترامب الجمركية؟
2025-04-03
مُؤَلِّف: لطيفة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء 2 أبريل عن قائمة موسعة من الرسوم الجمركية التي ستُفرض على عدد كبير من الدول، بما في ذلك بعض المناطق التي قد تتفاجأ بوجودها في القائمة. خلال مؤتمره الصحفي، عرض ترامب لوائح تضم الدول المستهدفة ونسب الرسوم المفروضة عليها، بالإضافة إلى أعمدة تشير إلى قيمة الرسوم التي تفرضها تلك الدول على المنتجات الأمريكية، إلا أن بعض الأرقام أثارت استغراب المراقبين بسبب عدم وضوح منهجيتها.
استثناء ثلاث دول مهمة
ومن اللافت أن القائمة استثنت ثلاث دول مهمة، وهي روسيا وكندا والمكسيك، لأسباب مختلفة:
1. روسيا: عقوبات موجودة مسبقاً.
لم تُدرج روسيا في القائمة لأن الولايات المتحدة تفرض بالفعل عقوبات اقتصادية شاملة عليها بسبب حربها في أوكرانيا. أوضح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيمنت، أن التعاملات التجارية مع روسيا وبيلاروسيا متوقفة بسبب العقوبات المفروضة عليهم، وهذا الاستبعاد يأتي على الرغم من التوترات الأخيرة بين البلدين، خاصة بعد دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تشكيل حكومة انتقالية في أوكرانيا، وهو ما اعتبرته واشنطن محاولة لتعزيز النفوذ الروسي.
2. كندا: اتفاقيات تجارية سارية.
لم تظهر كندا في القائمة لأنها تخضع فعلياً لرسوم جمركية محددة بموجب اتفاقية "CUSMA" (اتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا) التي تحل محل اتفاقية "نافتا". وتفرض الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 25% على السيارات الكندية التي لا تتوافق مع شروط الاتفاقية، و10% على واردات الطاقة والمنتجات الأخرى، مما يجعل الوضع الحالي مختلفاً تماماً.
كما اشتكى ترامب من أن كندا والمكسيك "لا تبذلان جهوداً كافية" لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين وفتح الحدود، مما يعقد الأمور.
3. المكسيك: وضع مشابه لكندا.
مثل كندا، تتمتع المكسيك ببعض الإعفاءات الجمركية بموجب اتفاقية "CUSMA"، ولن تخضع لرسوم جديدة شاملة في الوقت الحالي. ومع ذلك، ستظل الرسوم الحالية المفروضة على بعض منتجاتها سارية، ولا يُستبعد أن تشهد تغييرات مستقبلاً.
تجدر الإشارة إلى أن اتفاقية "CUSMA" كانت من إنجازات إدارة ترامب خلال ولايته الأولى، حيث استبدلت الاتفاقية القديمة "نافتا" ببنود جديدة تخدم المصالح الأمريكية بشكل أكبر. تشمل القائمة الجمركية العشرات من الدول، ولكن يبقى استثناء هذه الدول الثلاث ملفتاً، سواء بسبب العقوبات القائمة فعلياً (روسيا) أو بسبب العلاقات التجارية الخاصة (كندا والمكسيك). هذه الخطوات قد تُحدث تغييرات كبيرة في المشهد التجاري والاقتصادي في المنطقة.