في خطوة رائدة، أعلن الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين عن إنشاء "وكالة البحرين للفضاء"، التي لاقت تفاعلاً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد نجاح إطلاق "المِنزَر" - أول قمر اصطناعي بحريني.

تمت عملية الإطلاق على متن صاروخ "Falcon 9" التابع لشركة "سبايس إكس" الأمريكية، ضمن مهمة "Transporter-13" من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في ولاية كاليفورنيا، صباح السبت. وقد حقق القمر الاصطناعي نجاحًا في الانفصال عن الصاروخ والوصول إلى مداره المتزامن مع الشمس على ارتفاع 550 كيلومترًا عن سطح البحر. ويهدف المشروع إلى إطلاق سلسلة من الاختبارات المدارية لضمان جاهزيته للعمل بكفاءة قبل بدء العمليات التشغيلية الكاملة.

لقد أظهرت معظم التغريدات إشادة واسعة بـ "الإنجاز الكبير" للبحرين، معتبرين ذلك خطوة طموحة تعكس التقدم العلمي والتقني للمملكة. وقامت بعض التعليقات بربط نجاح القمر الاصطناعي بوصوله إلى الولايات المتحدة.

عبرت عائشة الحرم، مديرة مشروع قمر المنزَر الاصطناعي، عن فخرها بتطبيق التقنيات الحديثة في مجال الأمن السيبراني لحماية البيانات، حيث استغرق العمل عليه عامين حتى إطلاقه عبر مجموعة شباب بحريني.

وبعد نجاح البث الوطني البحريني من الفضاء عبر القمر الاصطناعي، أصبح الطموح المتمثل في تجاوز المجال الجوي والوصول إلى الفضاء أمرًا ممكنًا. وتلقى القمر أول إشارة نجاح بعد وصوله إلى وجهته وارتباطه بمحطات الاستقبال الأرضية، مما أكّد جاهزيته لأداء مهامه.

في حديث مع وكالة الأنباء البحرينية، أكد الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للوكالة الوطنية لعلوم الفضاء، أن هذا الإنجاز يمثل نقطة بارزة في مسيرة المملكة لتعزيز حضورها في قطاع الفضاء. وأشاد العسيري بجهود فريق الوكالة الذي عمل على تحقيق هذا الإنجاز، والذي يشمل الوصول إلى المدار والبدء في المرحلة التشغيلية الأولى للقمر، بما في ذلك إجراء الاختبارات على أنظمة التشغيل في الفضاء.

تجدر الإشارة إلى أن القمر "المنزَر" يعتبر الأول من نوعه الذي يُصنَع بشكل كامل داخل البحرين بأيدي مهندسين بحرينيين، مما يمثل بصمة وطنية في قطاع الفضاء العالمي المتنامي.

هذا الإنجاز يأتي كخطوة جديدة نحو تعزيز ريادة المملكة في الابتكار والتطوير العلمي. وقد أضافت فاطمة بنت جعفر الصيرفي، وزيرة السياحة، أن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي يمثل إنجازًا وطنيًا يرسي مكانة المملكة على الخريطة العالمية في مجالات التكنولوجيا وعلوم الفضاء.

من المتوقع أن يعزز هذا الإنجاز جاذبية البحرين كوجهة للابتكار والمعرفة، مما يسهم في دعم القطاع السياحي عبر استقطاب الاستثمارات والمشاريع العلمية والتكنولوجية.

وقد طُرحت تساؤلات حول إمكانية تجمع دول الخليج العربي مع بعضها البعض، لإنشاء "وكالة فضاء خليجية" تحت مظلة مجلس التعاون للدول العربية الخليجية، مما يمثل خطوة مهمة نحو التكامل في مجالات الفضاء والتكنولوجيا.