
الاقتصاد الأميركي والتوقعات الغامضة!
2025-04-01
مُؤَلِّف: حسن
يشير المحللون والاقتصاديون بشكل متزايد إلى أن المسار القريب الأجل للاقتصاد الأميركي سيشهد اضطرابات أكبر مما كان متوقعًا سابقًا. فالتوقعات تشير إلى تباطؤ النمو، وارتفاع الضغوط التضخمية، وزيادة القيود على التفاعلات الاقتصادية والمالية العالمية.
مع ذلك، لا تزال هناك اختلافات حادة في الآراء حول الآفاق طويلة الأجل، حيث يرى البعض أن الولايات المتحدة تعزز "ميزتها التنافسية"، بينما يخشى آخرون من تآكل هذه الميزة.
لا تزال البيانات "الضعيفة" الأخيرة ترسل إشارات تحذيرية، وكان أحدثها الاستطلاع المخيب للآمال للمستهلكين الصادر عن جامعة ميتشيغان. حيث أن الدخل، والتوقعات التضخمية، كلها تتجه في الاتجاه الخاطئ. وبناءً عليه، بدأت بعض هذه الإشارات تظهر في البيانات "الصلبة"، مما يجعلني أتوقع جولة ضخمة من مراجعات توقعات النمو لعام 2025.
توقعات صندوق النقد الدولي لنمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.7% لعام 2025، وهي تمثل مراجعة بالزيادة نظرًا لتوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع الطلب وتأثير الثروة الإيجابية. بدلاً من ذلك، تم توقع تخفيض هذه التقديرات إلى 2% أو أقل في الأسابيع المقبلة، حيث خفضت مجموعة جولدمان ساكس توقعاتها إلى 1.7%.
تتزايد الأسباب التي تدفع نحو هذه التخفيضات في التوقعات. فالمخاوف بشأن المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض تتفاقم بسبب عدم اليقين في السياسات، الناجم عن التعريفات الجمركية وإعلانات وزارة كفاءة الحكومة (DOGE)، مما يزيد من انعدام الأمن المالي، ويعطل المدفوعات الفيدرالية للمقاولين.
كما تطورت رواية إدارة ترامب من "لا شيء يستدعي القلق" إلى الحديث عن "اضطرابات صغيرة" مرتبطة بـ"التخلص من السموم" الاقتصادية.
قريبًا، سيبدأ المحللون والاقتصاديون أيضًا بالقلق بشأن التأثير السلبي للثروة، في أعقاب الانخفاض المفاجئ في سوق الأسهم، حيث شهد مؤشر ستاندرد أند بورز 500 خامس أسرع تصحيح له منذ الحرب العالمية الثانية. ومن المرجح أن يصبح من الواضح أن قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بشكل كبير، استجابة لمخاوف النمو والتوظيف، قد تكون محدودة بسبب ديناميكيات التضinfl.
بينما يوجد توافق في الآراء بشأن وعورة الطريق على المدى القصير، فإن الاختلافات في التوقعات طويلة الأجل أكثر حدة، وقد تزداد في الأسابيع المقبلة. يرى بعضهم أن هذه الفترة الانتقالية ستعزز آفاق الولايات المتحدة على المدى الطويل، من خلال قطاع خاص أكثر كفاءة، وحكومة أكثر انسابية، وقواعد أقل صرامة لمكافحة الاحتكار، وتخفيضات ضريبية، وانخفاض تكاليف الطاقة، وضبط الدين العام.
على الصعيد الدولي، يتصورون أن الولايات المتحدة تعمل في نظام تجاري أكثر عدالة، حيث تنقل المزيد من الشركات المحلية والأجنبية أنشطتها الإنتاجية إلى الولايات المتحدة، بينما تتحمل دول أخرى جزءًا أكبر من العبء المالي للأمن القومي.
ويخشى آخرون من أن الولايات المتحدة تفقد نقاط قوتها الهيكلية على المدى الطويل، فهم قلقون بشأن الأضرار التي قد تلحق بالنشاط الاقتصادي للقطاع الخاص بسبب بيئة تشغيلية أقل استقرارًا وتراجع في سيادة القانون. كما يرون أن عبء الديون يتزايد مع تراجع النمو الفعلي والمحتمل. ويشككون في تحقيق مكاسب الكفاءة المزروعة من الإصلاحات الحكومية الجارية، ويخشون من أن الولايات المتحدة تقوض دورها المركزي في الاقتصاد العالمي، حيث تعيد الدول الأخرى هيكلة علاقاتها التجارية، وتبتعد عن الدولار.