الترفيه

محمد المهيري.. يعزف على أوتار التراث

2025-03-24

مُؤَلِّف: خالد

بين أصالة الماضي وتطلعات المستقبل، يبرز مكانة التراث في قلوب الأجيال، وتسكُن الهوية وجدانهم. في عالم مليء بالتطورات المستمرة، يخرج إلينا محمد يوسف المهيري، ابن العشر ربيعاً، ليعزف على أوتار الماضي ويحيي إرث الأجداد من خلال «آلة الهبان» التراثية، التي تجاوزت كونها مجرد أداة موسيقية، بل أصبحت جسراً يربط الحاضر بالماضي.

وفي سياق هذا الفن، يمتاز الطفل المهيري بشغف كبير للتراث الشعبي الإماراتي، وقد استطاع بموهبته الاستثنائية أن يجذب الأنظار نحو أخذه بجمالية الأصالة من خلال العزف على آلة الهبان منذ أن كان في السابعة من عمره. ويُعتبر هذا الآلة من الآلات الموسيقية التقليدية التي تضفي صوتها الفريد طابعاً خاصاً على الموسيقى الشعبية، ومع ذلك، فإن رحلته لم تكن سهلة.

حيث يشير المهيري إلى التحديات التي واجهها كصغر سنه وصعوبة العزف على هذه الآلة القائمة على النفخ، وهي تحتاج إلى الكثير من الجهد والتدريب المستمر. ولقد عمل بجد مع أفراد أسرته وخاصة جده، الذي كان له دور بارز في دعمه للاستمرار والمثابرة حتى أتقن العزف وأصبح قادرًا على تأليف نغمات خاصة به.

ومع تفانيه في تطوير مهاراته، يسعى المهيري للحفاظ على التراث الشعبي ونقله للأجيال القادمة، حيث يسعى لخلق جيل جديد يحمل روح الأصالة ويفتخر بإرث بلاده. وقد شارك المهيري في مهرجان الشارقة للتراث لعام 2023، حيث أظهر مهاراته أمام الجمهور وأثبت قدرته على تمثيل التراث الإماراتي بفخر وابتكار.

ومع ذلك، لا تقتصر رؤيته على العزف فقط، بل يعمل على تطوير مهاراته في مجالات أخرى مرتبطة بالفن والموسيقى، مما يجعله شخصية ملهمة لزملائه وأقرانه. الطموح الكبير الذي يحمله في قلبه يعكس إيمانه بأهمية استمرارية التراث من خلال تفاعله العميق مع الموسيقى. إن رحلة المهيري ليست مجرد إبداع موسيقي، بل هي رسالة حب وانتماء لأرضه وهويته الثقافية، مما يجعله نموذجاً يحتذى به في الحفاظ على التراث الإماراتي.