العلوم

✅ من 'جانّا' إلى 'مارتي أينو' .. كيف يتم اختيار أسماء العواصف والأعاصير؟

2025-03-19

مُؤَلِّف: فاطمة

تتداول وسائل الإعلام المختلفة، خلال مواسم الأعاصير والعواصف، أسماء مثل “جانّا”، “كونراد”، و”مارتي أينو”، مما يثير تساؤلات حول كيفية اختيار هذه الأسماء، ومن هي الجهة المخولة بمنحها، وما إذا كانت هناك معايير محددة تحكم هذا النظام.

تخضع تسمية العواصف لنظام دولي دقيق تديره المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة. يتم إعداد قوائم الأسماء مسبقاً لكل حوض محيطي، وتُستخدم بالتناوب كل عدة سنوات.

ويكمن الهدف من هذا النظام في تسهيل التواصل بين الهيئات الرسمية وعامة الناس، مما يساهم في نشر التحذيرات بسرعة وفعالية، ويحد من الالتباس الذي قد ينجم عن تعدد الظواهر الجوية في فترة زمنية قصيرة.

قبل اعتماد هذا النظام، كانت العواصف تحدد عادة بأرقام أو إحداثيات جغرافية، مما كان يؤدي أحياناً إلى إرباك السكان والمسؤولين عن إدارة الكوارث.

في خمسينيات القرن الماضي، بدأت الولايات المتحدة في استخدام أسماء نسائية فقط للعواصف، وهو تقليد استمر حتى عام 1979، عندما تم اعتماد نظام يشمل الأسماء المذكر والمؤنث بالتناوب، تحقيقا للمساواة وتجنباً للجدل.

يتم اختيار الأسماء من قبل المراكز الإقليمية المختصة بالأرصاد الجوية، مثل المركز الوطني للأعاصير (NHC) في الولايات المتحدة، ومكتب الأرصاد الجوية الإسبانية (AEMET) الذي يتولى مسؤولية تسمية العواصف التي تؤثر على أوروبا وشمال إفريقيا.

غالبا ما تكون الأسماء مختصرة وسهلة النطق باللغات المختلفة، مما يسهم في سرعة تداولها بين وسائل الإعلام والجهات المعنية بإدارة الكوارث.

عند حدوث عاصفة أو إعصار استثنائي يتسبب في دمار واسع النطاق أو خسائر بشرية جسيمة، يتم حذف اسمه نهائيا من القائمة واستبداله باسم جديد، لتجنب إثارة الذكريات المرتبطة بالمأساة.

ومن الأمثلة البارزة على ذلك، حذف اسم “كاترينا” بعد الإعصار المدمر الذي اجتاح الولايات المتحدة عام 2005، و”هايآن” الذي خلف دماراً واسعاً في الفلبين عام 2013.

في أوروبا وشمال إفريقيا، شهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة من العواصف التي حملت أسماء مثل “جانّا”، “كونراد”، و”مارتي أينو”، وهي أسماء أطلقتها وكالة الأرصاد الإسبانية بالتنسيق مع الهيئات المعنية في المنطقة.

في مارس 2025، أثرت “جانّا” على شمال إسبانيا والمغرب مصحوبة برياح قوية وأمطار غزيرة، تبعتها “كونراد”، التي تسببت في اضطرابات جوية واسعة.

أما “مارتي أينو”، فكانت أحدث عاصفة أُدرجت في القائمة، ومن المتوقع أن تؤثر على شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال إفريقيا خلال الأيام المقبلة.

مع تزايد حدة التغيرات المناخية وارتفاع وتيرة العواصف في السنوات الأخيرة، تظل آلية التسمية جزءاً مهماً من استراتيجيات التأهب وإدارة المخاطر، حيث تساهم في تعزيز الوعي العام وضمان استجابة سريعة وفعالة من قبل الحكومات والجهات المعنية بحماية السكان من تداعيات الظواهر الجوية القاسية.