في بيان صدر عن وزارة الخارجية المصرية، دانت مصر "التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية وقصف بلدة كــويــا، بما يعتبر استمراراً للنهج الإسرائيلي في تعزيز مواقعها وتوسيع نطاق سيطرتها على الأراضي التي احتلتها داخل العمق السوري".

وأضاف بيان الخارجية أن "مصر تعتبر الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية بمثابة إمعان في الانتهاك المنهجي للقانون الدولي، وتحذر من المخاطر الوخيمة المتوقعة من السياسات الإسرائيلية العدوانية غير المسؤولة".

كما أضاف البيان: "تطالب مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً بضرورة الاضطلاع بمسؤولياتهم في التصدي لهذا التصعيد الخطير في سوريا، وتشدّد على ضرورة احترام وحدة واستقرار سوريا وسيادتها على كامل أراضيها".

تجدر الإشارة إلى أن التصعيد الأخير يأتي في وقت حرج تمر به المنطقة، حيث تصاعدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، ومع وقوع أحداث متتالية تهدد الاستقرار الإقليمي. فقد شهدت الأسابيع الماضية العديد من الغارات الإسرائيلية على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سوريا، وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وقوى المقاومة في المنطقة.

خصوصاً بعد الإطاحة بفصائل معارضة لنظام الأسد، في ديسمبر 2022، حيث ازداد عدد الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل في مناطق مختلفة من سوريا، بما في ذلك محيط العاصمة دمشق. وقد استهدفت هذه الغارات بشكل خاص المنشآت العسكرية التي تعتبر حساسة لمصالح إسرائيل الأمنية.

يجدر ذكره أن الوضع في الجولان السوري المحتل لا يزال يشهد توترات. حيث توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة ومنطقة السلاح، وهو الأمر الذي قد يشعل فتيل صراع جديد. إن استمرارية هذه السياسات الإسرائيلية قد تعزز بشكل كبير من حالة عدم الاستقرار، وبالتالي فإن المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى باتخاذ خطوات ملموسة لحل النزاعات في المنطقة. شهدت السنوات الأخيرة توقيع عدة اتفاقيات سلام بين بعض الدول العربية وإسرائيل، إلا أن الأزمة السورية تظل حاضرة في الأذهان واختباراً حقيقياً للجهود الدولية في تحقيق سلام شامل.