الكومبس – صحة: يبدو أن تأثير متلازمة القلب المنكسر (Takotsubo Syndrome) ليس بسيطاً كما كان يُعتقد سابقاً، بل تُظهر الدراسات الحديثة أن خطرها يشبه خطورة النوبة القلبية. حيث توصل العلماء في الآونة الأخيرة إلى أن هذه الحالة تُعتبر خطرًا صحيًا يحث على إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الأسباب الدقيقة للإصابة بها.

متلازمة القلب المنكسر، المعروفة أيضًا باسم متلازمة تاكووتسوبو، تتسبب بانفجار مفاجئ في القلب، مما يؤدي إلى شعور المريض بأعراض مشابهة لتلك التي تحدث خلال النوبة القلبية، مثل ضيق التنفس وآلام الصدر. لكن العوامل المحفزة غالبًا ما تكون عاطفية، مثل فقدان شخص عزيز أو صدمة عاطفية.

ويشير الخبراء، مثل الطبيب كريستيان تيمبلي، من مستشفى غرايفسفالد، إلى أن المرض كان يوصف سابقًا بأنه ناتج عن ضغوط عاطفية. ولكن في السنوات الأخيرة، تم زيادة الاهتمام بدراسة تأثير المحفزات الجسدية التي قد تلعب دوراً هاماً في تحفيز هذه المتلازمة.

تشمل المحفزات الجسدية الأمراض العصبية الحادة، مثل السكتة الدماغية أو الصرع. الدكتور تيمبلي يشرح أن "حوالي ثلث المرضى يعانون من محفزات جسدية واضحة". وتظهر الأبحاث المستمرة أن هناك علاقة بين متلازمة تاكووتسوبو والنوبات القلبية، ولكن كل منهما مختلف تمامًا من حيث كيفية حدوث الأعراض وتأثيراتها على القلب.

تسحب متلازمة القلب المنكسر الدم بشكل أقل فعالية إلى البطينين، مما يؤدي إلى نقص تدفق الدم، بينما تزيد عضلة القلب تفاعلاتها لتعويض هذا الأمر، لكنها تكون غير قادرة على القيام بذلك بالشكل الكافي في بعض الحالات. ومن المخاطر الوخيمة المحتملة لمتلازمة تاكووتسوبو هو تجمع الدم في البطينين، مما يمكن أن يؤدي إلى جلطات دموية تُعرف بالخثرات والتي قد تُسبب سكتات دماغية في حال انتقلت.

تجري الأبحاث في عدد من الجامعات في ألمانيا، بما في ذلك مستشفيات متميزة تبحث في مسألة الخلايا الالتهابية النشطة في متلازمة تاكووتسوبو، والتي قد تعتبر محفزات محتملة.

ليس هناك بعد فهم كامل ومتفق عليه لأسباب المرض، لكن من الواضح أنه يمكن أن ينجم عن مزيج من العوامل النفسية والجسدية. إذا تم اكتشاف محفز رئيسي لهذه المتلازمة، قد يكون ذلك مدخلاً لتقديم علاجات فعالة لها، مما قد يتيح إمكانية استعادة الصحة بشكل أسرع وتجنب المشاكل القلبية المزمنة المستمرة.

إذا كنت تشعر بأعراض مشابهة لأعراض النوبة القلبية، لا تتردد في طلب المساعدة الطبية على الفور. يجب أن يُعطى هذا النوع من المشكلات الصحية الجدية العناية اللازمة في أقرب وقت لتفادي مضاعفات قد تكون خطيرة.