أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) رسميًا عن خطط جديدة لإرسال مركبة الفضاء «ستارلاينر»، التابعة لشركة بوينغ، إلى الفضاء مرة أخرى، على الرغم من الفضيحة العالمية التي أدت إلى تقطع السبل برواد الفضاء لأشهر عدّة.

من جهة أخرى، يُذكر أن مستشارة وكالة الفضاء الأمريكية أكدت التزام ناسا باستخدام مركبة ستارلاينر المحاصرة. وقالت إن وجود نظام إطلاق موثوق يعد أمرًا حاسمًا لمهمات الفضاء المستقبلية. فضلاً عن ذلك، توضح المصادر أن هذه هي أول رحلة لمركبة ستارلاينر التي تحمل أشخاصاً إلى الفضاء، بعد أن تجاوزت تكلفتها 4.5 مليار دولار.

ومع العودة الناجحة لرواد الفضاء سوني ويليامز وبوتش ويليمور إلى محطة الفضاء الدولية، تتعزز ثقة ناسا في إمكانية استئناف رحلات لجنة ستارلاينر. لكن الوكالة تواجه انتقادات شديدة من خبراء في صناعة الفضاء، يقولون إن الشركة قد تهيئت لفشل جديد إذا لم تكن الخطط الحالية واضحة ومملوءة بالتفاصيل.

من جهته، عزا أحد كبار المسؤولين في وكالة الفضاء، روزمان ريدولفي، القلق إلى احتمالية وجود مشكلات جديدة تتعلق بالأمان، خاصةً أن مركبة ستارلاينر كان قد تم استثناؤها من عملية التحكيم المعتادة. وهناك تساؤلات عن مدى قدرة الشركة على العودة إلى المسار الصحيح في الوقت المحدد.

وهذا إلى جانب أن مهمة الذهاب إلى مسبار الفضاء الدولي تُعتبر عملية معقدة، حيث ستتطلب تكاليف إضافية وقد تتسبب في تصعيد العجز المالي لوكالة ناسا بسبب النفقات العالية التي تتطلبها.

وعليه، أشار تقرير خاص إلى أن الخسائر الإجمالية للشركة في مشروع ستارلاينر قد تصل إلى 1.85 مليار دولار اعتبارًا من أكتوبر 2024، مما يجعل المشروع على شفا أزمة مالية جديدة.

في 2014، أبرمت ناسا صفقة مع بوينغ بقيمة 4.2 مليار دولار، والتي كانت بداية لطموح شامل لاستكشاف الفضاء. ومع ذلك، فإن التحذيرات من التأخير والتكاليف المتزايدة تأتي في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة للمنافسة مع دول أخرى مثل الصين وروسيا في مجال الفضاء.

مع اقتراب موعد إطلاق تجارب جديدة، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت ناسا قادرة على فرض قيود على التكاليف ومنع حدوث كارثة جديدة. وبالتدقيق في الأسباب، يبدو أن جهود وكالة الفضاء المستمرة ومعاودتهم التفاوض بشأن مشاريع جديدة قد تؤدي إلى نتائج إيجابية.

وأخيرًا، تبقى الأنظار متجهة نحو التجارب المستقبلية، وتأمل ناسا أن تتمكن ستارلاينر من التصدى للتحديات المقبلة، واستعادة الثقة مع المجتمع الدولي في مجال الفضاء.