العلوم

اكتشاف دبابة عجيبة استخدمت بطونها لصيد الفراص قبل 99 مليون سنة

2025-03-30

مُؤَلِّف: فاطمة

في اكتشاف علمي مثير، عثر باحثون على دبابة صغيرة منقرضة تعود للعصر الطباشيري الأوسط، تم حفظها في كهف كهرمان. تشير الأدلة إلى أن هذه الدبابة قد استُخدمت بطونها الشبيهة بنبتة فينوس في صيد الفراص.

تتناول الدراسة التي نُشرت في 27 مارس/آذار في مجلة "بي إم سي بيولوجي" وصف المؤلفين لنوع من الدبابير يُعرف باسم "سيسنوبثايلس تشاريديدس"، وهو يعود تاريخه إلى 99 مليون سنة. يعتقد الباحثون أن هذا الدبور يمثل عائلة جديدة من الحشرات، إذ أظهر تحليل 16 عينة أنثوية باستخدام تقنيات التصوير المقطعي بأن البطون كانت تُستخدم لإمساك الفراص أثناء وضع البيض.

في تصريح لجريدة "نت"، قال الباحث المشارك في الدراسة "تاي بينغ جاو" - الأستاذ المشارك في كلية العلوم الحياتية بجامعة كابيتال نورمال في الصين - أن السمات الأحفورية التي حللها الفريق البحثي من جامعة كابيتال نورمال في الصين ومتحف التاريخ الطبيعي في الدنمارك تشير إلى أن "سيسنوبثايلس تشاريديدس" كان دبورا طفيليا، وهو نوع من الحشرات التي تتطور يرقاتها داخل مضيف حي، وهذا يؤدي في النهاية إلى مقتله.

يقوم جهاز بطني ثلاثي الزوائد، والذي يُظهر خصائص وعناصر فريدة، بدور أساسي في الإمساك بالفريسة. ويُعتقد أن هذه الآلية كانت تُستخدم لتقييد حركة الفريسة السريعة مثل الحشرات الطائرة الصغيرة أو القافزة مؤقتاً.

باستخدام تقنيات التصوير المقطعي الدقيق، درس الفريق 16 عينة أنثوية من هذه الدبابير، والمحصورة في كهرمان منطقة كاشين في ميانمار، والتي تعود تاريخها إلى 98.79 مليون سنة. وخلص تحليلهم إلى أن هذه الدبابة تنتمي على الأرجح إلى عائلة حشرية غير معروفة سابقاً تُعرف باسم "سيرينوبثايد"، بسبب التكوين الفريد للأوردة في أجنحتها الخلفية.

تشير آلية الإمساك التي تمتلكها إلى أنها كانت من نوع طفيليات "الكوينوبينت"، التي تسمح لمضيفها بالنمو حتى أثناء استهلاك يرقاتها له من الداخل. بما أن الدبور المكتشف لم يكن قادرًا على مطاردة فريسته لمسافات طويلة، يفترض الباحثون أنه كان يتربص بها، مستخدمًا بطنه الفخيي للإمساك بالمضيفين غير الحذرين.

وقال الباحث المشارك "جاو" إن هذا التركيب الفريد مكن الدبور من استهداف فراص سريعة الحركة، مثل الحشرات المجنحة أو القافزة، مما يمنحه ميزة تطورية مهمة. كما أن التنوع الكبير في الهياكل الجسمية بين أفراد الفصيلة الفائقة "الشخدبيات" خلال العصر الطباشيري يُوضح أن هذه الحشرات الطفيلية طورت استراتيجيات افتراس أكثر تنوعًا مما كان يعتقد سابقًا.

و"يُعتبر كهَرْمَان كاشين مصدراً غنياً للأحفوريات، حيث يوفر لمحة نادرة عن الأنظمة البيئية القديمة والتفاعلات المعقدة بين الكائنات الحية" كما أضاف "جاو"، الذي أوضح أن هذا الاكتشاف يُساهم في فهم أعمق للأليات التطورية التي سمحت لهذه الحشرات الطفيلية بالبقاء والازدهار عبر العصور. كما أن تقنية التصوير المقطعي الدقيق أتاحت تحليلًا دقيقًا للبنية التشريحية لهذه الدبابة، مما يوفر نظرة تفصيلية على سماتها غير العادية.

ومن جهة أخرى، يُشير "جاو" إلى أن البحث يعد خطوة مهمة في دراسة الأحافير الحشرية، إذ يساعد العلماء على إعادة بناء شبكات العلاقات البيئية في العصور القديمة، ويقول: "كما أن الدراسة تلقي الضوء على أهمية كهَرْمَان ميانمار في الحفاظ على تفاصيل دقيقة للحياة القديمة، وهذا يفتح آفاقًا جديدة لفهم تاريخ تطور الحشرات الطفيلية ودورها في الأنظمة البيئية القديمة."