في ابتكار غير معتاد، تمكن فريق من العلماء من كوريا الجنوبية من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على تحليل بيانات تخطيط القلب الكهربائي وتحديد العمر البيولوجي للقلب. هذه الدراسة نشرتها مجلة European Society of Cardiology (ESC)، وقد تكون لها آثار كبيرة في مجال الطب الوقائي.

يتوقع الباحثون أن يكون هذا القياس مفيدًا في التنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات. حيث قام الباحثون بجمع وتحليل بيانات تتعلق بأكثر من 500,000 تخطيط كهربية للقلب على مدار 15 عامًا، مما يتيح لهم تطوير خوارزمية دقيقة.

استنتجت النتائج أنه عند تجاوز العمر البيولوجي للقلب العمر الزمني بسبع سنوات، تزداد نسبة خطر الإصابة بالجلطة بنسبة 62%، بينما تزداد نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة بنسبة 92%. بالمقابل، إذا كان العمر البيولوجي أقل من العمر الزمني بسبع سنوات، فإن خطر الجلطة ينخفض بنسبة 14%، وخطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة ينخفض بنسبة 27%.

هذا ويشير الباحثون إلى وجود علاقة بين "شيخوخة" القلب والتغيرات في نشاطه الكهربائي، مثل إطالة مجموعات QRS وفترات QT، مما قد يدل على أن القلب يعاني من مشاكل في وظيفة الضخ. وفي إطار هذا البحث، أبدى البروفيسور يون سو بايك، المشرف على الدراسة، شغفه بإمكانية أن تحدث هذه الطريقة الجديدة ثورة في تقديم تشخيصات دقيقة لأمراض القلب.

أكد أن الذكاء الاصطناعي سيمكن الأطباء من اكتشاف الأمراض القلبية الخفية في مراحلها المبكرة والتنبؤ بمخاطرها. ويعتبر هذا خطوة نحو تطوير الطب الشخصي، حيث يمكن أن تصبح الوقاية من الأمراض أكثر دقة وفعالية.

يرى الباحثون في المستقبل إمكانية توسيع نطاق الدراسة لتحسين دقة النموذج واستخدامه بشكل أكبر في الممارسة السريرية، مما قد يؤثر بشكل إيجابي على صحة الملايين حول العالم.