التكنولوجيا

كيف أصبحت تركيا قوة عسكرية عالمية؟

2025-03-18

مُؤَلِّف: لطيفة

شهد العقد الأخير تطورًا كبيرًا في مجال صناعة الدفاع التركية، حيث أظهرت قدرة فائقة على تحقيق الاستقلالية العسكرية عبر البر والبحر والجو. مع كونها صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أصبحت تركيا أحد المصدرين الرئيسيين للأسلحة في السوق العالمية.

في عام 2024، بلغت صادراتها الدفاعية 7.1 مليارات دولار، بزيادة ملحوظة عن 1.9 مليار دولار قبل 10 أعوام، مع توسيع دائرة العملاء لتشمل أوروبا والشرق الأوسط.

بدأت تركيا مسارها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال العسكري منذ سنوات طويلة، وأنشأت إدارة تطوير ودعم الصناعات الدفاعية "SAGEB" عام 1985. وفي البداية، ركزت هذه الإدارة على التعاون الدولي في مجال البحث والتطوير. لكن مع مرور الوقت، وتزايد القيود على الأسلحة التي يمكن لتركيا شراؤها واستخدامها، تحولت الاستراتيجية إلى الإنتاج المحلي.

خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، انتقلت تركيا بشكل تدريجي إلى تصميم وتصنيع الأسلحة محليًا، مما أدى إلى زيادة ضخمة في الإنتاج الدفاعي المحلي. واليوم، تمتلك تركيا آلاف الشركات المصنعة التي تغطي جميع مجالات الدفاع، من البر إلى الجو والبحر، مما جعلها واحدة من أبرز اللاعبين في السوق العالمية.

من أبرز المنتجات الدفاعية التركية على الساحة العالمية الطائرات بدون طيار "يوقين" (UAV)، وأشهرها "بيرقدار تي بي 2" التي دخلت الخدمة عام 2014 وأصبحت واحدة من أكثر المنتجات الدفاعية التركية شهرة على مستوى العالم.

تسعى تركيا حاليًا لتطوير مقاتلاتها من الجيل الخامس "قن" واستبدال طائرات "إف-16" الأميركية القديمة في سلاح الجو التركي بها. كما تعمل في مجال تصنيع الدبابات المدعمة، مع التركيز على دبابة "الطاير" المصممة لمنافسة النماذج الغربية مثل الدبابة الألمانية "ليوبارد" والأميركية "أبرامز".

في المجال البحري، أطلقت تركيا برنامج "ميلغيم" (المشروع الوطني للسفن) عام 2004، بهدف إنتاج سفن حربية متطورة، وأحدث طراز في هذا المشروع هو "آدا".

تتضمن أيضًا تطوير الأسلحة الذكية والصواريخ، حيث توفر تركيا مجموعة واسعة من الأنظمة العسكرية، بما في ذلك صواريخ "بورا" وصواريخ "أتيمكا".

اكتسبت تركيا مؤخرًا قدرة دفاعية متقدمة، بفضل التركيز على تعزيز صناعتها العسكرية الخاصة، حيث يشهد السوق العالمي لدفاعاتها تطورات هامة تمكّنها من مجابهة أي تحديات خارجية وتحقيق مزيد من الاستقلالية. بالتالي، يعد هذا المجال واحدًا من الأركان الأساسية لاستراتيجية تركيا لزيادة نفوذها على الساحة الدولية وتعزيز قوتها العسكرية والاقتصادية.