الوطن

«الحناء».. دواء من الماضي وزينة للحاضر

2025-04-05

مُؤَلِّف: عائشة

في إطار احتفال الإمارات بعام 2025 «عام المجتمع»، يبرز الحناء كجزء من التراث الإماراتي، حيث لا يزال الكثير من الناس يعملون بجد للحفاظ على هذا التراث ونقله للأجيال المقبلة، مما يجعله رمزًا للهوية الثقافية. الحناء، التي تعتبر صبغة طبيعية، ليست مجرد زينة تقليدية، بل تحمل في طياتها دلالات عميقة تتعلق بالثقافة والتاريخ.

تعود أصول استخدام الحناء إلى آلاف السنين، حيث كانت تستخدم في مختلف أنحاء العالم لأغراض متعددة تتنوع بين الزينة إلى العلاج. في زمن التكنولوجيا الحديثة، لا يزال الحناء يحتفظ بقيمته كمنتج طبيعي له فوائد جمالية وصحية.

الحناء تستخدم بشكل كبير في المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والمناسبات الدينية، حيث يتم نقشها على البشرة بأشكال جميلة تتنوع بين الزخارف الإسلامية والأشكال الهندسية. وفقاً لمختصين، فإن هذه الرموز ليست فقط للتجميل، ولكنها تعبر عن الأمل والبركة.

أم طلال، إحدى الفنانات التي تعمل في نقش الحناء، تروي كيف كانت هذه الفنون بسيطة في الماضي، حيث كانت تستخدم الخامات الطبيعية فقط. في الوقت الحالي، توسعت أنواع النقوش بشكل كبير لتشمل الأشكال الحديثة والمعقدة، مثل الأشكال الهندسية والنقوش المستوحاة من الطبيعة، مما يعكس التطور المستمر لهذا الفن.

ليس فقط النساء من يقمن باستخدام الحناء، بل يستخدمها الرجال في بعض الثقافات. وأيضًا، الحناء ليست محصورة في الجمالية، بل لها فوائد علاجية معروفة، مثل استخدامها في علاج الجروح والتهيّجات الجلدية.

إضافةً إلى ذلك، الحناء تستخدم في الطب البديل لعلاج العديد من الأمراض الجلدية، وتستخدم كمرطب للجفاف الذي تتسبب فيه العوامل الجوية المختلفة. تعتبر الحناء أيضًا من الوسائل الفعالة في علاج القشرة وتساقط الشعر، مما يجعلها منتجاً محبوباً بين الكثير من الناس.

ختامًا، تُظهر الحناء كجزء من العادات والتقاليد الإماراتية أهمية الحفاظ على التراث الثقافي، حيث تعكس الروح الجماعية والموروثات الهامة للأجيال الجديدة في المجتمع.