
الطاقة النظيفة في الصين: ثورة نحو الاستدامة أم ضرورة ملحة؟
2025-03-23
مُؤَلِّف: فاطمة
يتضح جليًا من خلال التغيرات المستمرة في المشهد البيئي العالمي أن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تعيش تحولًا كبيرًا نحو مصادر الطاقة النظيفة. ما بين الاعتماد التقليدي على الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط، تسعى البلاد الآن لتحقيق نمو ملحوظ في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: هل يتحول هذا الاتجاه إلى ثورة حقيقية أم أنه مجرد رد فعل على التحديات البيئية الملحة؟ يُنظر إلى هذا التحول على أنه ضرورة ملحة للصين، خاصة في ظل الآثار السلبية للتغير المناخي التي تهدد استدامة البلاد.
وفقًا للتقارير، تهدف الحكومة الصينية إلى تنفيذ سلسلة من البرامج الداعمة للنمو في قطاع الطاقة النظيفة، مما يضمن تحقيق استثمارات تصل إلى 6 تريليونات دولار في مشاريع الطاقة المتجددة بحلول عام 2040.
قد أصبحت الصين اليوم أكبر منتج للطاقة من مصادر الطاقة المتجددة العالمية. تشير التوقعات إلى أن الاستثمارات المتزايدة في الطاقة النظيفة ستحقق زيادة كبيرة في حصة التكنولوجيا الخضراء، مع إسهام الصين في ما يزيد عن 10% من إجمالي نمو الاقتصاد العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، استثمرت الصين بشكل كبير في مجال الطاقة الشمسية، حتى تفوقت على أوروبا في إنتاج الطاقة الشمسية. في عام 2023، ارتفعت الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة إلى 700 مليار دولار، وكانت حصة الصين منها مرتفعة بشكل ملحوظ.
على الرغم من التقدم الذي تحقق، لا يزال الطلب على النفط مرتفعًا، ومن المتوقع أن يستمر حتى عام 2050، حيث يتطلب النمو الاقتصادي الصيني الكبير استمرار الاعتماد على جميع مصادر الطاقة. ومع ذلك، تبقى الصين في موقع ريادي في مجال الطاقة النظيفة، مما يشير إلى تحول إيجابي في كيفية إدارة موارد الطاقة وضرورة الحد من التلوث.
في النهاية، يمكن القول إن صعود الصين في قطاع الطاقة النظيفة ليس مجرد رفاهية، بل يعد ضرورة ملحة للحفاظ على البيئة وضمان استدامة الاقتصاد. فهل ستنجح الصين في تحقيق هذا التوازن بين احتياجاتها الاقتصادية ومتطلبات البيئة؟