أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) رسميًا خططًا لإرسال مركبة الفضاء «ستارلاينر» التابعة لشركة بوينج إلى الفضاء مرة أخرى، على الرغم من الفضائح الدولية التي تسببت فيها المركبة والتي أدت إلى تقطع السبل برواد الفضاء لأشهر عدة.

مركبة ستارلاينر المحاصرة

بعد العودة الناجحة لرواد الفضاء سوني ويليامز وبوتش ويلمر يوم الثلاثاء، قالت وكالة الفضاء إنها ملتزمة باستخدام مركبة ستارلاينر المحاصرة.

أكدت ناسا أهمية وجود نظامي إطلاق. سبيس إكس هو النظام الآخر.

تعطلت مركبة ستارلاينر قبل وأثناء مهمة ويلمر إلى محطة الفضاء الدولية في يونيو، مما أجبر ناسا على اعتبارها محفوفة بالمخاطر لرحلة العودة. عاد الإثنان داخل مركبة سبايس إكس دراغون.

كانت هذه أول رحلة لشركة بوينج لمركبة ستارلاينر تحمل أشخاصًا إلى الفضاء، في مشروع تجاوزت تكلفته 4.5 مليارات دولار والتي عانت من التأخيرات والأعطال وتجاوزت التكلفة بمليارات الدولارات.

انتقادات لناسا

وقال رودي ريدولفي، وهو من قدامى المحاربين في القوات الجوية الأمريكية وقائد سابق للنظام الفضائي، إنه واحد من العديد من المنتقدين الذين يشعرون أن وكالة ناسا قد تهيئ نفسها للفشل لأن الوكالة لا تريد مهمة ستارلاينر أخرى فاشلة.

علاوة على ذلك، تساءل ريدولفي عما إذا كانت شركة الطيران العملاقة ستتمكن من العودة إلى المسار الصحيح.

وقال ريدولفي لموقع ديلي ميل: «نظرًا لتاريخ شركة بوينج المتأخر مع جدول ستارلاينر، فإن التوقعات بأنها ستتمكن من إكمال الإصلاحات واستكمال رحلة الاختبار الإضافية تبدو غير مرجحة».

عودة ويلمر وسوني إلى دراغون

وقال ستيف ستيتش، مدير برنامج الطاقم التجاري في وكالة ناسا: «نحن بالتأكيد ننظر إلى ستارلاينر بعناية شديدة».

وأضاف ستيتش في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الثلاثاء: «إن عودة ويلمر وسوني في دراغون، بالنسبة لي، تظهر مدى أهمية وجود نظامين مختلفين لنقل الطاقم».

ومع ذلك، اعترفت وكالة ناسا بأن ستارلاينر ستصطدم في الأساس إلى العودة إلى نقطة البداية وإثبات قدرتها على حمل رواد الفضاء بأمان مرة أخرى.

وقال ستيتش يوم الثلاثاء إن ستارلاينر يجب أن تستعيد شهادتها للبرنامج الطاقمي التجاري.

يقوم البرنامج بإرسال رواد فضاء أمريكيين إلى الفضاء من خلال صواريخ تنطلق من الأراضي الأمريكية، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ أن أوقفت وكالة ناسا برنامج المكوك الفضائي في عام 2011.

حتى إطلاق بوينغ لمركبة كرو-9 في يونيو 2024، طالت سباس إكس المهمة الثمانية المأهولة السابقة إلى محطة الفضاء الدولية.

محطة الفضاء الدولية

ومع ذلك، بحلول الوقت الذي وصلت فيه مركبة ستارلاينر إلى محطة الفضاء الدولية، كانت خمسة من محركات الدفع الخاصة بنظام التحكم في رد الفعل، عددها 28 قد فشلت.

وعليه، تم إلغاء المحاولة الأولى للكبسولة للالتحام بمحطة الفضاء.

وفي نهاية المطاف، التحم المركبة الفضائية بنجاح، وصعد ويليامز وويلمر إلى محطة الفضاء الدولية بأمان.

كما عانت مركبة ستارلاينر من تسربات الهيليوم مما دفع وكالة ناسا إلى إرسال المركبة إلى الأرض من دون رواد الفضاء في سبتمبر 2024 - لتجنب كارثة محتملة.

وقال مسئولو وكالة ناسا يوم الثلاثاء إنهم وشركة بوينج أجروا ترقيات على نظام الدفع الخاص بالمركبة الفضائية لضمان عمل المحركات الدافعة بشكل صحيح في عمليات الإطلاق المستقبلية.

وستقوم مركبة ستارلاينر أولاً برحلة تجريبية من دون طاقم على متنها قبل استخدامها مرة أخرى لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.

التحام بأمان

وأضاف ستيتش إن ناسا تحتاج أيضًا إلى التأكد من أن المركبة يمكنها الالتحام بأمان مع محطة الفضاء الدولية في المستقبل - دون حدوث تسربات الهيليوم نفسها التي حدثت للكبسولة في يونيو بعد الاتصال بالمحطة.

أعتقد أن هذا هو الدافع وراء متطلبات رحلة الاختبار الثانية. قال ريدولفي: «ناسا لا تريد أن تجد نفسها في موقف يجبرها على اتخاذ قرار بعدم إرسال طاقم على متن مركبة بوينغ ستارلاينر مرة أخرى».

حتى هذه النقطة، أنفقت ناسا بالفعل مليارات الدولارات على مشروع ستارلاينر التابع لشركة بوينج، ومن المرجح أن تؤدي النكسات الجديدة إلى ارتفاع التكلفة بشكل أكبر.