التكنولوجيا

مارك زوكربيرغ يعترف بخسارته أمام تيك توك.. ما الذي حدث خطأً؟

2025-04-03

مُؤَلِّف: سعيد

في اعتراف غير مسبوق، كشف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن أخطاء استراتيجية كبرى في تقييم منافسة تيك توك، مما كبد الشركة خسائر تنافسية كبيرة.

خلال اجتماع داخلي، أقر زوكربيرغ أن فريقه قلل من شأن نجاح تيك توك وفشل في فهم أسباب جاذبيته الكبيرة لدى الشباب، مما سمح للمنصة الصينية باحتلال مساحات كانت تاريخياً تحت سيطرة ميتا. وفقًا لتقرير glassalmanac.

أوضح زوكربيرغ أن ميتا تعاملت في البداية مع تيك توك كمنصة فيديو مشابهة ليوتيوب، متجاهلة دورها كأداة تواصل اجتماعي تعزز التفاعلات الخاصة. وأشار إلى أن هذا الفهم الخاطئ أدى إلى إغفال ظاهرة مشاركة المحتوى عبر الرسائل الخاصة، وهي سمة أساسية ساعدت تيك توك على جذب مستخدمي إنستغرام وواتساب.

وأضاف: "لم ندرك حجم المحتوى الذي يتم تداوله بشكل خاص"، معترفًا أن هذا الخطأ سمح لتيك توك ببناء قاعدة جماهيرية قوية بين جيل Z وجيل الألفية.

منافسون جدد وتحديات متزايدة

لا تقتصر التحديات على تيك توك فقط، حيث تواجه ميتا ضغوطًا من منصات ناشئة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل "ديب سيك"، التي تقدم حلولاً مبتكرة بتكلفة منخفضة.

وكشف زوكربيرغ عن تشكيل فرق أزمات داخلية لتحليل هذه التهديدات ومواجهتها، محذرًا من أن عام 2025 سيكون "عامًا صعبًا" يتطلب تجنب تكرار الأخطاء السابقة.

التركيز على الذكاء الاصطناعي كحل استراتيجي

بدلاً من الاعتماد على العوامل السياسية، مثل الحظر المحتمل لتطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، أكد زوكربيرغ على ضرورة تطوير منتجات ميتا ذاتياً، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي كتوجه استراتيجي.

وتخطط الشركة لتعزيز تجربة المستخدم عبر منصاتها مثل فيسبوك وإنستغرام من خلال مساعدين ذكيين متقدمين.

ومع ذلك، شدد على أن الابتكار يجب أن لا يعتمد فقط على حساب المنصات الأساسية، قائلًا: "إذا فشلنا في إدارة فيسبوك وباقي المنصات بشكل متوازن، فستكون هذه نهايتنا."

نقاط إيجابية وتحديات مستمرة

رغم التحديات، حققت بعض مبادرات ميتا نجاحات نسبية، مثل تطبيق "Threads" الذي جذب 20 مليون مستخدم جديد في ديسمبر، ليصل إلى 320 مليون مستخدم شهرياً. لكن يبقى هذا النجاح محدوداً في مواجهة التحولات السريعة في سوق المنصات الرقمية.

الدروس المستفادة والمستقبل

يعكس اعتراف زوكربيرغ تحولًا في رؤية ميتا، التي تسعى الآن إلى التعلم من أخطائها وتسريع وتيرة الابتكار لاستعادة موقعها الريادي. ومع ذلك، يظل السؤال الأكبر: هل يمكن للشركة استعادة ريادتها، أم أن المنافسين الجدد قد غيروا قواعد اللعبة إلى الأبد؟