العلوم

قاع البحر يفاجئ العلماء .. مخلوقات غريبة ونظام بيئي مدهش تحت الجليد

2025-03-21

مُؤَلِّف: حسن

في حدث غير متوقع، اكتشف العلماء عالماً مدهشاً تحت الجليد عندما انفصل جبل جليدي ضخم عن القارة القطبية الجنوبية. فريق دولي من الباحثين على متن سفينة الأبحاث "فالكور"، التابعة لمعهد شميت للمحيطات، قام بجمع مجموعة رائعة من الصور ومقاطع الفيديو لقاع البحر الذي كان مغطى بالجليد، وكشف عن انفصال الجبل الجليدي الضخم A-84 في 13 يناير 2025.

تبلغ مساحة الجبل الجليدي 510 كيلومترات مربعة، مما يعادل مساحة مدينة شيكاغو تقريباً، مما أتاح للعلماء فرصة استكشاف منطقة كانت غير قابلة للوصول سابقاً.

باستخدام تقنيات متطورة، مثل المركبة الغاطسة "سوباستيان"، قام الفريق بمسح قاع البحر على عمق يصل إلى 1300 متر لمدة ثمانية أيام. ما اكتشفوه كان نظاماً بيئياً غنياً ومتنوّعاً يتجلى في الظلام الدامس تحت الجليد.

قالت الدكتورة باتريشيا إسكريت، عالمة البعثة: "لقد غيّرنا خططنا واستغللنا الفرصة لاستكشاف هذا العالم الخفي. لم نكن نتوقع العثور على نظام بيئي بهذه الجمال والتنوع".

شملت الاكتشافات شعاباً مرجانية وإسفنجاً استضافت مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية، مثل الأسماك الجليدية والعناكب البحرية الضخمة، والأخضبوطات، وحتى قنديل البحر العملاق الذي يمكن أن يصل قطره إلى متر واحد، مع أذرع طويلة تصل لأكثر من 10 أمتار.

يُشتبه في أن الفريق اكتشف أنواعاً جديدة لم تُوثق من قبل، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم الحياة تحت الجليد في القارة القطبية الجنوبية.

هذه الاكتشافات تطرح أسئلة جديدة حول كيفية بقاء هذه الكائنات في بيئة معزولة عن ضوء الشمس ومصادر الغذاء التقليدية. يعتقد العلماء أن التيارات المحيطية قد تكون مسؤولة عن نقل العناصر الغذائية التي تدعم هذه الحياة الغنية.

بالإضافة إلى الأهمية البيولوجية، تقدم البعثة رؤى حول تاريخ القارة القطبية الجنوبية وتأثير التغير المناخي. قال عالم البعثة ساشا موونتلي: "فقدان الجليد في القارة القطبية الجنوبية يساهم بشكل كبير في ارتفاع مستوى سطح البحر عالمياً. عملنا يساعد في فهم هذه التغييرات وتحسين توقعاتنا المستقبلية".

نشر الفريق أيضاً طائرات شرائية ذاتية التشغيل لقياس تأثير ذوبان الجليد على كيمياء المياه والعمليات البحرية. تشير النتائج الأولية إلى زيادة في الإنتاجية البيولوجية وتدفق كبير للمياه الذائبة.

هذه المهمة تُعد جزءاً من مبادرة "تشالنجر 150" العالمية المدعومة من اليونسكو، والتي تهدف إلى استكشاف أعماق المحيطات. وقالت الدكتورة جيوتكا فيرميني، المديرة التنفيذية لمعهد شميت للمحيطات: "كانت هذه فرصة علمية نادرة. مثل هذه اللحظات هي ما يجعل البحث العلمي مثيراً، حيث نكون أول من يشهد عالماً بكراً وجميلاً".