
فيتورة الزيتون.. ثروة تتحول إلى طاقة نظيفة في تونس
2025-03-30
مُؤَلِّف: سعيد
تشهد تونس، خصوصاً في منطقة صنجاح الريفية بشمال غرب العاصمة، تحولاً مذهلاً في كيفية استغلال فضلات زيت الزيتون، حيث تم استخدام بقايا زيت الزيتون الناتجة عن عمليات العصر كمصدر جديد للطاقة. ياسين الخليفي، 36 عاماً، هو أحد رواد هذا المشروع الرائد الذي أسس شركة "بيوهيت" في عام 2022، وهو نموذج فريد من نوعه في البلاد.
يقول الخليفي: "نستخرج الطاقة من النفايات العضوية الهامة ونربح أموالاً". من خلال استخدام بقايا الزيتون، المعروفة بـ"فيتورة"، يستطيع الخليفي الاستفادة من مادة كانت تُعتبر بلا قيمة وتحويلها إلى ثروة طاقة.
تعود أُسر تونسية عديدة منذ سنوات طويلة على استخدام "الفيتورة"، سواء لإضرام النار في الحمامات التقليدية أو الأفران، أو لتقديمها كعلف للحيوانات. ولكن نتيجة لزيادة الإنتاج، تُلقى كميات كبيرة منها في البيئة مما يسبب تلوث التربة إذا ما تراكمت لفترة طويلة.
وتعتبر تونس من بين أفضل خمسة دول على مستوى إنتاج زيت الزيتون في العالم. من المتوقع أن يشهد سوق زيت الزيتون في تونس إنتاج 340 ألف طن خلال العام 2025، مما سيتيح حوالي 600 ألف طن من "الفيتورة"، حيث من المحتمل أن تُستخدم غالبية هذه الكميات بشكل أفضل.
ياسين الخليفي، الذي نشأ في بيئة زراعية، يعبر عن رؤيته مستندًا إلى تجاربه الشخصية. إذ يشدد على أهمية تحويل "الفيتورة" إلى طاقة بديلة تساعد في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية. في الوقت نفسه، يساعد مشروعه في الحفاظ على البيئة وخلق فرص عمل جديدة، حيث يتم تدريب الشباب في المناطق الريفية على كيفية استخدام التقنيات الجديدة.
النموذج الذي يقدمه الخليفي أيضًا يسعى إلى تقديم الحلول للتحديات البيئية التي تواجهها تونس مع تسرع التغيرات المناخية، كما يقول: "هذا التحول نحو الطاقة النظيفة ليس فقط مهمًا بيئيًا، بل يساعد أيضًا على تعزيز الاقتصاد المحلي".
تتزايد استراتيجيات الحكومة التونسية لتشجيع المشاريع المستدامة، مما يعكس التوجه نحو تنويع مصادر الطاقة. وبفضل الابتكارات مثل مشروع الخليفي، تتطلع تونس إلى مستقبل يصبح فيه الاقتصاد أكثر استدامة ويقلل من الاعتماد على الغاز والنفط المستوردين. هذا التحول من استخدام بقايا الزيتون إلى تقديم طاقة نظيفة يُعتبر مثالاً يُحتذى به لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف الإدارات.