
اكتشاف مذهل: الضوء الأول من الكون بعد 380 ألف سنة من الانفجار العظيم
2025-03-29
مُؤَلِّف: لطيفة
بعد خمس سنوات من الرصد المتواصل، نجح التلسكوب "أتاكاما لارج ميلليمتر/سي-تيليسكوب" في التقاط صورة للكون بعد الانفجار العظيم، وهو ما يتيح لنا لمحة عن الأيام الأولى للكون.
هذه الصورة تمثل إشعاع الخلفية الكونية الميكروي، الذي يعكس الانفجار العظيم حيث كان الكون في وقته كامنًا في ضباب كثيف يسمى "الضباب الكوني". المفاجأة هنا هي أن الحالة التي كان عليها الكون قبل 380 ألف سنة من الانفجار العظيم كانت مختلفة تمامًا عما نعرفه اليوم، حيث كان مشهد الفضاء غير شفاف.
هذا الاكتشاف يعد خطوة ثورية في فهم المراحل المبكرة للكون. بحسب العلماء، فإن الضوء الذي تم التقاطه يمنحهم فرصة لتحسين قياسات كتلة الكون وحجمه وأيضًا فهم كيفية تطوره على مر السنين.
إحدى الألغاز الكبرى التي سيبرزها هذا البحث هي فكرة "توتير هابل"، التي تتعلق بالاختلافات في القيم المختلفة لنموذج هابل، وهو النموذج الذي يستخدمه العلماء لدراسة اتساع الكون.
النتائج التي تم الحصول عليها جرى نشرها في ثلاثة أوراق بحثية سيتم مراجعتها للتأكيد عليها قبل نشرها في المجلات الأكاديمية، وهو ما يعكس التحديات المستمرة التي تواجه العلماء في فهم طبيعة الكون.
كما أوضحت سوزان ستاغز، عالمة الفيزياء في جامعة برينستون، أننا نشهد المراحل الأولى لتشكيل الأقدام القديمة من النجوم والمجرات، وأن ما نراه اليوم هو في الحقيقة جزء صغير من تاريخ الكون الضخم.
هذا الاكتشاف لا يكشف فقط عن الأضواء الأولى، بل يحمل في طياته معلومات حول كيفية تطور الكواكب والمجرات في المستقبل. يمكن أن يوفر فهم الخلفية الكونية الميكروية أيضًا إجابات عن بعض الأسئلة الملحة حول المادة المظلمة والطاقة المظلمة، وهما عنصران أساسيان في تكوين وبنية الكون الحالي.
هذه الدراسة تمثل بارقة أمل للعلماء، حيث يفتح المجال لفهم أعمق حول طبيعتنا وأصل الكون، مما قد يساعد في مواجهة الأسئلة المتبقية حول نشأة الحياة على الأرض، وكيف قد تكون الحياة شكلت في أماكن أخرى من الكون.