التكنولوجيا

لماذا يعجز الذكاء الاصطناعي عن معرفة الوقت؟

2025-03-18

مُؤَلِّف: عبدالله

يعيش العالم عصرًا من الثورة التكنولوجية المذهلة، حيث أصبحت تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ورغم النجاحات الكبيرة التي حققتها هذه التقنيات في مجالات مثل معالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية، إلا أنها ما تزال تواجه تحديات كبيرة في فهم وإدراك الزمن.

في دراسة جديدة نشرت على موقع "أركايف"، قام باحثون من جامعة إدنبرة بإجراء اختبارات على سبعة أنواع مختلفة من نماذج اللغة الكبيرة (LLM) لتحديد قدرتها على معرفة الوقت. تضمنت هذه الاختبارات أسئلة تتعلق بساعات مختلفة وتقييمات متعددة، وكشفت أن النماذج تفتقر إلى القدرة على فهم التوقيت بدقة، بالرغم من تقدمها في مجالات أخرى.

لقد أظهرت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يواجه صعوبات في التعرف على الأوقات في سياقات متعددة، مثل تحديد الساعة بدقة أو تفسير المعلومات المكانية المرتبطة بالساعات. استخدمت الاختبارات نماذج متعددة منها "شات جي بي تي -4" و"جيمني" و"لاما"، حيث كانت النتائج غير مشجعة، إذ لم تتمكن هذه الأنظمة من تحديد الوقت بدقة تزيد عن 25%. علاوة على ذلك، كانت هناك أخطاء كبيرة عند التعامل مع الأرقام الرومانية أو الأوقات التي تتطلب معرفة دقيقة بالثواني.

هذه النتائج تثير تساؤلات مهمة حول مدى فعالية الذكاء الاصطناعي في المهام الأساسية التي يعتبرها البشر بسيطة. ومع تقدم الأبحاث، يعتقد بعض الخبراء أن الحلول ستكون ممكنة في المستقبل، لكن حتى الآن يبقى فهم الزمن من أكبر التحديات التي تواجه هذه التقنية.

من الجدير بالذكر أن تأهيل الذكاء الاصطناعي لمعرفة الوقت له تأثيرات كبيرة على العديد من التطبيقات الحياتية، بدءًا من الجدولة الزمنية إلى التطبيقات المتعلقة بالواقع الافتراضي والتمويل، حيث يعد الوقت عاملاً حاسمًا في عقود العمل وإدارة المشاريع.

وفي ختام الدراسة، أكد فريق الباحثين أن الذكاء الاصطناعي قد قطع شوطًا طويلاً، ولكنه يحتاج إلى تحسينات ملحوظة ليتمكن من فهم الزمن كما يفعل البشر. هذا الملف الشائك يؤكّد أهمية إعادة النظر في كيفية تصميم الجوانب الزمنية في الأنظمة الذكية، والبحث عن طرق مبتكرة لتحسين قدراتها.