
اكتشاف علمي جديد يحدد الأجزاء المسؤولة عن تذكر الكلمات في الدماغ
2025-03-25
مُؤَلِّف: فاطمة
كشفت دراسة علمية حديثة النقاب عن الأجزاء الدقيقة من الدماغ التي تلعب دورًا محوريًا في تذكر الكلمات، مع التركيز على حالة تعرف بصرع الفص الصدغي، وهي الحالة المسؤولة عن معالجة الذاكرة واللغة.
تسلط هذه الدراسة، التي أجراها فريق من الأطباء وجراحي الأعصاب في كلية لندن الجامعية بالمملكة المتحدة، الضوء على الشبكة المعقدة والموزعة في أجزاء الدماغ التابعة لتكوين وتخزين الذاكرة اللفظية، وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة في فهم الأمراض التي تؤثر في الذاكرة، مثل الصرع. قد يواجه المرضى صعوبة في تذكر الكلمات.
ويأمل الباحثون أن تساعد نتائجهم في توجيه العلاج الجراحي العصبي لمرضى الصرع، فعندما يصنف الأطباء الأجزاء الدقيقة التي تؤثر في الذاكرة واللغة، يمكنهم تجنب التأثير على هذه الأجزاء أثناء إجراء العمليات الجراحية، مما يقلل خطر فقدان الذاكرة أو القدرة على التحدث بعد الجراحة.
يعد الصرع اضطرابًا عصبيًا يؤثر على الدماغ ويتسبب في حدوث نوبات تشنجية مفاجئة ومتكررة، بسبب اضطرابات في النشاط الكهربي للدماغ. هذه النوبات قد تؤدي إلى تغييرات مفاجئة في الحركة أو السلوك أو الحالة العقلية.
في بعض الحالات، قد تؤثر النوبات على القدرة على التذكر والتركيز، مما يجعل من الصعب على المرضى تذكر الكلمات أو متابعة المحادثات.
فحص الباحثون 43 شخصًا سليمًا، وقارنوهم بـ 84 شخصًا مصابًا بصرع الفص الصدغي وتصلب الحُصين (Hippocampal Sclerosis). يُعتبر الحُصين جزءًا مهمًا من الدماغ يلعب دورًا في الذاكرة والتعلم والذاكرة المكانية، في حين أن تصلب الحُصين هو حالة يتعرض فيها جزء من الحُصين للتلف، مما يؤثر على الذاكرة.
باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي عالية الدقة، قاس الباحثون حجم وشكل أجزاء مختلفة من الدماغ، بما في ذلك القشرة المخية (الطبقة الخارجية من الدماغ المسؤولة عن التفكير والذاكرة والانتباه والإدراك واللغة) ومناطق محددة داخل الحُصين.
خضع جميع المشاركين لاختبارات موحدة لتقييم قدرتهم على تذكر الكلمات، وبعد ذلك قارنت الباحثون نتائج هذه الاختبارات بأحجام مناطق الدماغ المختلفة، وذلك لمعرفة العلاقة بين تقلص أجزاء معينة من الدماغ وضعف الذاكرة.
وجد الباحثون أن تقلص حجم مناطق معينة في الدماغ مرتبط بضعف في الذاكرة اللفظية لدى المرضى المصابين بالصرع الناشئ في الفص الصدغي. هذه المعلومات الجديدة قد تفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية تأثير التغيرات في الدماغ على الوظائف العقلية، وقد تساهم في تطوير علاجات جديدة لتحسين القدرة على التذكر والتعلم.