العلوم

علماء يسبيرون أغوار "نجم الموت" الذي يمكن أن يدمر الأرض

2025-03-19

مُؤَلِّف: لطيفة

في عام 1999، قام فريق دولي من العلماء بدراسة نجم يتخذ شكلاً غريباً، فيبدو وكأنه دوامة تدور بشكل متزامن مع الأرض، وليس مجرد نقطة ضوئية في الفضاء، وقد أثار ذلك استنتاج مرعب. هذا النجم الذي يسمى "وولف-رايت 104"، يمر بمرحلة احتضار قبل أن ينفجر، ومع أن محور دورانه يشير إلينا مباشرةً، فقد يشكل انفجاره تهديداً كبيراً للأرض.

النجم يمتلك نظامين ثنائيين يتألف كل منهما من نجميْن ضخمَيْن يدوران حول بعضهما بفترة زمنية تُقدّر بنحو 8 أشهر. واحد من هذين النجميْن ينتمي إلى فئة وولف-رايت وهو نجم قديم جداً، مما يعني أنه فقد الكثير من طبقاته الخارجية، في حين أن الآخر ينتمي إلى تصنيف "أو بي" وهو الأضخم ولكنه الأحدث عمراً. ما زال النجم يحرق الهيدروجين في نواته.

تشير دراسة حديثة أُجريت بواسطة علماء من مرصد كيك إلى أن الاصطدام بين رياح النجميْن أدى إلى نشوء هذه الدوامة الدوارة من الغبار التي تتوهج في الأشعة تحت الحمراء، وبدوره، فإن النجمين يدوران حول بعضهما بفترة زمنية معينة.

وبواسطة أدوات قياس طيفية دقيقة، تمكن الباحثون من قياس سرعات النجميْن وحساب مداريهما وتحديد خصائص الأطياف الناتجة عن تصادم الرياح الصادرة منهما.

بناءً على ذلك، وجد العلماء أن النجمين يميلان فعلياً بمقدار 30 إلى 40 درجة على الأقل بالنسبة لخط رؤيتنا في كوكب الأرض، مما يعني أن أي انفجار للأشعة الجاما، الذي يحتمل حدوثه، لن يكون موجهًا نحو الأرض، مما يقلل بشكل كبير من المخاوف السابقة بشأن اصطدام الإشعاع المباشر بها.

ومع ذلك، إذا واجهنا ما يمكن أن يؤدي إلى انفجار أحد هذين النجميْن، فإن ذلك قد يؤدي إلى إزالة جزء من طبقة الأوزون، التي تحمي الأرض من الأشعة الضارة القادمة من الشمس. في حالة حدوث هذا، سيؤدي ذلك إلى زيادة المخاطر المرتبطة بالإصابة بأمراض السرطان، كما قد يؤثر على النظام البيئي.

تشير النظرية إلى أن انفجارات الأشعة الجاما السابقة قد تسببت في انقراضات جماعية على الأرض، لذا يبقى احتمال آثار هذه الانفجارات على الحياة على الكوكب قائماً، وبالتالي تتطلب هذه النتائج مراقبة دقيقة ومنتظمة للنجوم في الفضاء، خاصة تلك القريبة من الأرض، لاستشراف أي مخاطر مستقبلية قد تهدد كوكبنا.