في ليلة استثنائية مشحونة بالتوتر والإثارة، شهدت طهران مواجهة نارية بين المنتخب الإماراتي ونظيره الإيراني ضمن الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026. انتهت المباراة بفوز المنتخب الإيراني 2-0، لكن تلك النتيجة لم تكن هي الحدث الأبرز في اللقاء، حيث دخلت المباراة التاريخ لأسباب تتجاوز الأرقام. أثارت المباراة الكثير من الجدل بعد انتهاء اللقاء، حيث لم يكن الحديث يدور فقط حول الأهداف بل حول الزمن المفقود. في مشهد غير مسبوق على مستوى التصفيات، تم إيقاف المباراة لفترة طويلة خلال الشوط الأول بسبب مشكلة في الإضاءة وانقطاع التيار الكهربائي.

تسبب هذه المشاكل التقنية في إضافة 29 دقيقة كاملة كزمن بدل ضائع، وهو رقم قياسي غير معتاد في تاريخ مباريات التصفيات. وتشتعل المنافسة بين الفرق لاستغلال هذه الدقائق الإضافية، حيث يحتل هذا الرقم المرتبة الثالثة في قائمة أطول المباريات من حيث زمن بدل الضائع في تاريخ كرة القدم الاحترافية.

في سياق المقارنة، كان أطول وقت بدل ضائع موثق في البطولات العالمية هو 42 دقيقة، وتوجت بالكثير من الأحداث الدراماتيكية. على سبيل المثال، شهدت مباراة شباب خان يونس واتحاد خان يونس في عام 2019 إضافة 42 دقيقة بسبب انقطاع الإضاءة.

إذا نظرنا إلى الأداء العام، يبدو أن المنتخب الإيراني ظهر بشكل أكثر استقرارًا واستفاد من الضغوطات المتواصلة، رغم أن الإمارات كانت تعتمد على أسلوب ضغط عالي. هذا التباين بين الفريقين ظهر جليًا حيث تكبد المنتخب الإماراتي أهدافًا حاسمة أفقدته نقاط المباراة. ومع استعداد المنتخبات لبقية التصفيات، تبقى أنظار المشجعين متركزة على ما ستسفر عنه لقاءات قادمة في المنافسة الشرسة.

ختامًا، تعتبر المباراة دليلًا آخر على مدى غموض كرة القدم، حيث يمكن أن تغير فترة زمنية بسيطة مسار المباراة بأكملها. وهذا يجعل من التصفيات الآسيوية واحدة من أكثر البطولات إثارة في عالم الرياضة.