المال

جهاز صيني مبتكر قادر على قطع 95% من الاتصالات في العالم

2025-03-22

مُؤَلِّف: فاطمة

في خطوة ثورية قد تُعيد تشكيل شبكات الاتصالات البحرية والبنية التحتية للطاقة حول العالم، كشفت هيئة علمية صينية عن جهاز صغير الحجم يستطيع قطع الكابلات وخطوط الطاقة الموجودة في أعماق المحيطات.

تم تطوير الجهاز من قبل مركز الأبحاث العلمية للسفن في الصين (CSSRC) والمختبر الوطني الرئيسي للمركبات المأهولة في أعماق البحار، ويستهدف الكابلات المدرعة — المصنوعة من الفولاذ والمطاط والبوليمر — التي تنقل حوالي 95% من بيانات العالم.

يتميز الجهاز بقدرته على قطع الخطوط على أعماق تصل إلى 4000 متر (13123 قدمًا)، أي ضعف عمق البنية التحتية الحالية للاتصالات البحرية. كما تم تصميم الأدوات للتكامل مع الغواصات المأهولة وغير المأهولة المطورة في الصين، بما في ذلك سلسلتين شهيرتين مثل "فنذوزه" و"هايدو".

ورغم أن الجهاز صُمم أساسًا لأغراض الإنقاذ المدني والتعديل في قاع البحر، فإن طبيعته مزدوجة الاستخدام تثير قلق العديد من الدول. فعلى سبيل المثال، قطع الكابلات بالقرب من النقاط الاستراتيجية مثل جزر غوام، التي تُعد محورية في استراتيجية الدفاع الأمريكية، قد يؤدي إلى تعطيل الاتصالات العالمية ويكون إشارة لأزمات جيوسياسية، وفقًا لما ذكرته صحيفة "South China Morning Post".

بقيادة المهندس هاولونغ، تمكن الفريق من تصميم الجهاز التغلب على عدد من التحديات التقنية الكبرى التي تفرضها ظروف أعماق البحار، كما هو موضح في بحث مُحكم نشر في مجلة المهندسين الميكانيكيين الصينية بتاريخ 24 فبراير.

مع عمق 4000 متر، حيث يتجاوز ضغط المياه 400 جو، تحمي القشرة المصنوعة من سبائك التيتانيوم والأختام المملوءة بالزيت الجهاز من الانهيار، حتى أثناء الاستخدام المطول.

تعتبر الشفرات التقليدية غير فعالة ضد الكابلات المعززة بالفولاذ، وللتغلب على ذلك قام المهندس وفريقه بتصميم عجلة طحن مغلفة بالألماس بقطر 150 ملم تدور بسرعة 1600 دورة في الدقيقة، مما يولد قوة كافية لتحطيم الفولاذ مع تقليل اضطراب الروسب البحرية.

بفضل تصميمه للاستخدام مع الغواصات التي تمتلك موارد طاقة محدودة، تم تزويد الجهاز بمحرك بقدرة 1 كيلووات مع مخفض سرعة بنسبة 8:1، مما يوازن بين العزم (6 نيوتن-متر) والكفاءة، على الرغم من احتمال ارتفاع درجة حرارته مع الاستخدام المطول. كما أن الجهاز، الذي يعمل بواسطة أزرع روبوتية في ظروف شبه معدومة الرؤية، يدمج تكنولوجيا متقدمة لتحديد الموقع لضمان محاذاة دقيقة.

يمثل إطلاق هذا الجهاز خطوة مهمة مع توسع الصين في تواجدها بالبنية التحتية تحت البحار، إذ تُدير بكين الآن أكبر أسطول في العالم من الغواصات المأهولة وغير المأهولة، مع القدرة على الوصول إلى جميع أنحاء محيطات العالم.

يثير جهاز قطع الكابلات الصيني الجديد، القابل للتشغيل من منصات غير مأهولة، مخاوف من إمكانية استغلال النقاط الاستراتيجية دون الحاجة إلى الظهور على السطح، وقد أثارت هذه القدرة مناقشات متزايدة داخل الأوساط البحثية العسكرية، لا سيما بعد تدمير خط أنابيب الغاز الطبيعي الروسي في قاع البحر على يد جهات مجهولة خلال الحرب في أوكرانيا.

ومع ذلك، يُصر العلماء الصينيون على أن الأدوات التي نجحت في قطع كابلات بسمك 60 ملم في التجارب الأرضية، صُممت لدعم "تطوير الموارد البحرية"، في وقت تتزايد فيه الحاجة العالمية للتركيز على استغلال الموارد البحرية.

وبغض النظر عن الاستخدامات العسكرية، يرى العلماء أن هذا الإنجاز الجديد سيمكن الصين من تعزيز قدراتها في تنمية الموارد البحرية، ودفع عجلة الاقتصاد الأزرق، وترسيخ مكانتها كقوة بحرية عظمى، وكلها أهداف حيوية لتحقيق الاستراتيجية طويلة الأمد للدول.