
دراسة جديدة تكشف مصير الإنسانية على كوكب الأرض
2025-03-29
مُؤَلِّف: سعيد
على الرغم من أن انقراض الحياة البشرية على الأرض قد يبدو وكأنه من نسج الخيال العلمي، إلا أنه سيناريو مخيف ومُرجح وفقًا لبعض الدراسات والأبحاث.
وكشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة بريستول، استعانت فيها بجهاز حاسوب فائق لتطوير نماذج تنبؤية مفصلة، عن تقدير للمدة المتبقية للبشرية على هذا الكوكب: حوالي 250 مليون سنة. ووفقًا للمحاكاة، فإن حركة الصفائح التكتونية ستؤدي إلى تشكيل قارة عظيمة واحدة تُعرف باسم "بانجيا ألتيمة"، حيث ستجعل درجات الحرارة القصوى والنشاط البركاني المتكرر الأرض غير صالحة للسكن للبشرية.
أما أمام هذا التوقع القاتم، اقترح العلماء حلولًا محتملة لبقاء جنسنا البشري، تتراوح بين التكيات البيولوجية والتقنيات المتقدمة التي قد تمكننا من البقاء في مثل هذه البيئة القاسية.. أو حتى الهروب من الكوكب.
وقالت الدراسة إن تشكيل "بانجيا ألتيمة" سيؤدي إلى كوارث طبيعية غير مسبوقة في تاريخ كوكبنا، بما في ذلك زلازل عنيفة وهزات أرضية مستمرة، وارتفاع هائل في النشاط البركاني، ولن يقتصر تأثير هذه التغييرات على الشكل الجغرافي للأرض فحسب، بل ستؤدي أيضًا إلى تحولات جذرية في ظروف الحياة، مما قد يؤدي إلى انهيار أنظمة بيئية بأكملها.
بيئة معادية للحياة
تشير المحاكاة التي قام بها العلماء في دراستهم إلى أن "بانجيا ألتيمة" ستخلق سيناريو قاسيًا للحياة، خاصة في المناطق البعيدة عن السواحل، وستغطي اليابسة معظم مساحة الأرض، مما يؤدي إلى عزل القارة الجديدة عن المحيطات. وهذا ما سيؤدي بدوره إلى تغييرات مناخية كارثية.
نظرًا لغياب المحيطات كمصدر لتنظيم المناخ، ستتحول المناطق الداخلية من القارة إلى صحارى صخرية شديدة الحرارة، حيث ستتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية، مما يجعلها غير صالحة للحياة البرية.
لكن التأثير لن يقتصر فقط على الحرارة الشديدة، فالمحاكاة تتوقع زيادة هائلة في النشاط البركاني بسبب تصادم الصفائح التكتونية، مما سيؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، الأمر الذي سيزيد من الاحتباس الحراري ويجعل الحياة على الأرض أكثر استحالة.
هذا التغير المناخي المدمر سيكون جزءًا من تهديد ثلاثي الأبعاد يهدد بقاء الثدييات، بما في ذلك البشر، حيث ستشمل التهديدات:
1 - درجات حرارة متطرفة.
2 - غلاف جوي مشبع بالغازات السامة.
3- شمس أكثر سطوعًا بنسبة 2.5% مقارنة باليوم، مما يرفع درجات الحرارة بشكل أكبر.
في ظل هذه الظروف القاسية، سيواجه الجهاز التنظيمي لدرجة حرارة الجسم لدى الثدييات صعوبة في التكيف، مما يجعل بقاء البشر على الكوكب أكثر صعوبة.
كيف يمكن للبشرية أن تنجو؟
أما في ظل هذا السيناريو القاتم، اقترح العلماء عدة حلول افتراضية لمواجهة التهديد الذي تفرضه "بانجيا ألتيمة" وتشكيلها الحتمي، وبعض الحلول الأكثر قابلية للتطبيق تشمل:
- تكيات بيولوجية جذرية قد تنشأ بشكل طبيعي كنتيجة لتطور الجنس البشري، مثل:
- تطوير بشرة أكثر سمكًا لحماية الجسم من الحرارة العالية.
- غدد عرقية أكثر كفاءة لتبريد الجسم بشكل أفضل.
التكنولوجيا المتقدمة قد توفر أيضًا مخرجًا للبشرية، حيث يقترح العلماء بناء مدن تحت الأرض لحماية البشر من الحرارة الحارقة.
وهناك أيضًا احتمال أن تكون البشرية قد قامت بالفعل بالهجري الجماعية إلى كواكب أخرى بحلول ذلك الوقت، حيث يتم تعديل ظروف المناخ والبيئة من خلال تقنيات مثل "التيرافورمينغ"، لجعلها أكثر ملاءمة للحياة البشرية.
على الرغم من أن هذه الحلول تبدو بعيدة عن الواقع في الوقت الحالي، إلا أنها تقدم رؤية مثيرة لكيفية تكيف البشرية مع مستقبل غير متوقع.